
يامدينتي..
كلانا يُقاسي مرارةَ الغُربةِ
على هوامش كتبة التاريخ
دعيني..
فهذا الدمعُ يُشبهني
يُشبهُ قطراتِ الندَى
السابحةَ وسطَ بحورِ الضبابِ
.. .. ..
يامدينتي ..
كلانا يبحث عن مُعتقَل الماضي
كي يُشهِدَه
على مَضاحك الشباب
.. .. ..
زمان ..
عندما أطعمتْني أمي
من تراب قبر " الأنصاري "
كي تُباركني رحمةُ خالقه
لم تكنْ تعلمُ
أنها تُطعمني الانتماء
وعندما كنتُ أُحاولُ الطيرانَ
كي أَصِلَ إلي قَوس قُزَح
لم أكنْ أعلمُ
أنه ينعكس تحت أقدامي
.. .. ..
تُشبهينني في كل شيٍء
في رائحة الدخان ..
النابعةِ من أغصان الَحطَب الُمبللة
في تقاطعات الشوارعِ
وكسل المراهقينَ
في صوت " الله أكبر "
بعيداً عن مُكبراتِ الصوت .
.. .. ..
يامدينتي ..
سألتُ عنكِ
في أكف المتسولينَ عبر الأرصفِة
في حُزمَ ثياب الغَجَر اللاجئينَ
في فراغ العُلَب الصدئة
قُرْبَ حَمّامات المساجدِ
في بلَّوراتِ زجاجِ المصابيحِ المكسورِة
في صياحِ الباعةِ الغُربَاء
وصَمْت حاجةِ أبناءِ البَلد
.. .. ..
سألتُ عنكِ ..
في دفاترِ الصكوكِ المملوءِة
أستحلفكَ برايةِ الُحجّاجِ
الُمنتصبةِ عند بابِ الجيرانِ
بفرحة الأطفالِ بحنّاء العروسِ
بالسطُوح الُملتصقةِ في أحياِئنا القديمةِ
بعينَي ذاك القطِّ
الُمجبورِ الساقينِ عند زواياكِ
وبكَرْمةِ العنَبِ
الزاحفةِ إلينا من آخرِ الشارعِ
أن تعودي يامدينتي
وتعودَ الشواهِدُ .
0 التعليقات:
إرسال تعليق